الأربعاء، 16 أبريل 2014

هل دافع الإمام علي عليه السلام عن الزهراء سلام الله عليها ؟


هل دافع الإمام علي عليه السلام عن 
الزهراء سلام الله عليها ؟

عدد الروايات : ( 15 )

كتاب سليم بن قيس تحقيق محمد باقر الأنصاري -  رقم الصفحة : ( 150 / 151 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
دفاع علي (ع) عن سليلة النبوة فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداً بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله (ص) لعلمت إنك لا تدخل بيتي ، أبو بكر يصدر أمره بإحراق البيت مرة أخرى فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي (ع) إلى سيفه ، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (ع) إليه بسيفه ، لما قد عرف من بأسه وشدته ، فقال أبو بكر لقنفذ : إرجع ، فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته ، فإن إمتنع فاضرم عليهم بيتهم النار ، فإنطلق قنفذ الملعون فإقتحم هو وأصحابه بغير إذن ، وثار علي (ع) إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون ، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه فألقوا في عنقه حبلاًً ....

الطبرسي الإحتجاج - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 127 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
فقال أمير المؤمنين (ع) : يا خالد ما الذي أمرك به ؟ فقال أمرني بضرب عنقك ، قال : أو كنت فاعلاًً ؟ قال : إي والله ، لولا أنه قال لي لا تقتله قبل التسليم لقتلتك ، قال : فأخذه علي (ع) فجلد به الأرض ، فإجتمع الناس عليه ، فقال عمر يقتله ورب الكعبة ، فقال الناس ، يا أبا الحسن الله الله ، بحق صاحب القبر ، فخلى عنه ، ثم التفت إلى عمر ، فأخذ بتلابيبه وقال : يا بن صهاك والله لولا عهد من رسول الله ، وكتاب من الله سبق ، لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً ودخل منزله.

المجلسي بحار الأنوار - الجزء : ( 28 ) - رقم الصفحة : ( 268 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- فقال عمر : إذهبوا فان إذن لكم وإلاّ فأدخلوا بغير إذن فانطلقوا فاستإذنوا فقالت فاطمة (ع) : أحرج عليكم أن تدخلوا علي بيتي بغير إذن ، فرجعوا وثبت قنفذ الملعون ، فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا ، فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن ، فغضب عمر وقال : مالنا وللنساء ثم أمرا ناساً حوله بتحصيل الحطب وحملوا الحطب وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل على (ع) وفيه علي وفاطمة وإبناهما (ع) ، ثم نادى عمر حتى أسمع علياً وفاطمة : والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلاّ أضرمت عليك النار ، فقامت فاطمة (ع) فقالت : يا عمر مالنا ولك ؟ فقال : إفتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم ، فقالت : يا عمر أما تتقي الله تدخل علي بيتي ؟ فأبى أن ينصرف ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل ، فاستقبلته فاطمة (ع) وصاحت يا أبتاه يا رسول الله ! فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها ، فصرخت يا أبتاه ، فرفع السوط فضرب به ذراعها ، فنادت يا رسول الله لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ، فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيبه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته ، وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداًً (ص) بالنبوة يا إبن صهاك لولا كتاب من الله سبق ، وعهد عهد إلي رسول الله (ص) لعلمت أنك لا تدخل بيتي ، فأرسل عمر يستغيث فأقبل الناس حتى دخلوا الدار ، وثار علي (ع) إلى سيفه فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (ع) بسيفه ، لما قد عرف من بأسه وشدته ، فقال أبو بكر لقنفذ إرجع فان خرج فاقتحم عليه بيته ، فإن إمتنع فأضرم عليهم بيتهم النار فإنطلق قنفذ الملعون فإقتحم هو وأصحابه بغير إذن ، وثار على (ع) إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه ، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه ، فألقوا في عنقه حبلاً وحالت بينهم وبينه فاطمة (ع) عند باب البيت فضربها قنفذ الملعون بالسوط ....

المجلسي بحار الأنوار - الجزء : ( 29 ) - رقم الصفحة : ( 127 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
قال : فرجع أبو بكر وعمر إلى منزلهما ، وبعث أبو بكر إلى عمر ثم دعاه ، فقال : أما رأيت مجلس علي منا في هذا اليوم ؟ والله لأن قعد مقعداً مثله ليفسدن أمرنا ، فما الرأي ؟ ،قال عمر : الرأي أن نأمر بقتله ، قال : فمن يقتله ؟  قال : خالد بن الوليد ، فبعثا إلى خالد فأتاهم ، فقالا له : نريد أن نحملك على أمر عظيم ، فقال : إحملوني على ما شئتم ، ولو على قتل علي بن أبي طالب ، قالا : فهو ذاك ، قال خالد : متى أقتله ؟ ، قال أبو بكر : أحضر المسجد وقم بجنبه في الصلاة ، فإذا سلمت قم إليه واضرب عنقه ، قال : نعم ، فسمعت أسماء بنت عميس - وكانت تحت أبي بكر - فقالت لجاريتها : إذهبي إلى منزل علي وفاطمة (ع) واقرئيهما السلام ، وقولي لعلي : [ إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ] ، فجاءت الجارية إليهم فقالت لعلي : إن أسماء بنت عميس تقرأ عليك السلام وتقول : [ إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ] ، فقال أمير المؤمنين (ع) : قولي لها : إن الله يحول بينهم وبين ما يريدون ، ثم قام وتهيأ للصلاة ، وحضر المسجد ، وصلى لنفسه خلف أبي بكر ، وخالد بن الوليد بجنبه ومعه السيف ، فلما جلس أبو بكر للتشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة ، وعرف شدة علي وبأسه ، فلم يزل متفكراًً لا يجسر أن يسلم ، حتى ظن الناس أنه سها ، ثم التفت إلى خالد وقال : يا خالد ! لا تفعلن ما أمرتك ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال أمير المؤمنين (ع) : يا خالد ! ما الذي أمرك به ؟ ، قال : أمرني بضرب عنقك ، قال : أو كنت فاعلاًً ؟ ، قال : اي والله لولا أنه قال لي : لا تفعله قبل التسليم لقتلتك ، قال : فأخذه علي فجلد به الأرض ، فاجتمع الناس عليه ، فقال عمر : يقتله ورب الكعبة ، فقال الناس : يا أبا الحسن ! الله الله ، بحق صاحب القبر ، فخلى عنه ، ثم التفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه فقال : يا بن صهاك ! والله لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً ودخل منزله.

الحويزي تفسير نور الثقلين - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 188 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- .... وقولي لعلي صلوات الله عليه : ( إن الملاء يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ) ، فجاءت الجارية إليهما فقالت لعلي صلوات الله عليه : إن أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام وتقول لك : ( إن الملاء يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ) فقال علي صلوات الله عليه : إن الله يحول بينهم وبين ما يريدون ، ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ، ووقف خلف أبى بكر وصلى لنفسه وخالد بن الوليد بجنبه ومعه السيف ، فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وشدة علي صلوات الله عليه وبأسه ، فلم يزل متفكراً لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس انه قد سهى ، ثم التفت إلى خالد فقال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : يا خالد ما الذي أمرك به ؟ قال : أمرني بضرب عنقك ، قال : أو كنت فاعلاًً ؟ قال : أي والله لولا أنه قال لي : لا تفعل لقتلتك بعد التسليم قال : فأخذه على فضرب به الأرض وإجتمع الناس عليه ، فقال عمر : يقتله الساعة ورب الكعبة فقال الناس : يا أبا الحسن الله الله بحق صاحب هذا القبر فخلي عنه ، قال : فالتفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه وقال : يا ابن صهاك لولا عهد من رسول الله (ص) وكتاب من الله عز وجل سبق لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً.

التبريزي الأنصاري اللمعة البيضاء - رقم الصفحة : ( 796 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
فسمعت ذلك أسماء بنت عميس وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها : إذهبي إلى منزل علي وفاطمة (ع) واقرئيهما السلام وقولي لعلي (ع) : ( إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ) ، فجاءت الجارية ففعلت كما أمرت ، فقال أمير المؤمنين (ع) : قولي لها : إن الله يحول بينهم وبين ما يريدون ، فمن يقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ؟ ! ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ، وصلى لنفسه خلف أبي بكر وخالد بن الوليد - لعنه الله - يصلي بجنبه ومعه السيف ، فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وعرف شدة علي وبأسه ، فلم يزل متفكراًً لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس انه قد سهى وكادت الشمس تطلع ، ثم التفت إلى خالد وقال : يا خالد لا تفعلن ما أمرتك - ثلاثا - أو قال : لا يفعلن خالد ما أمرته به ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فالتفت علي (ع) فإذا خالد مشتمل على السيف إلى جانبه ، فقال علي (ع) : يا خالد ما الذي أمرك به ؟ فقال : أمرني بضرب عنقك ، قال : أوكنت فاعلاًً ؟ قال : اي والله لولا أنه قال لي لا تفعله قبل التسليم لقتلتك ، فقال له علي (ع) : كذبت لا أم لك ، من يفعله أضيق حلقة است منك ، قال : فأخذه علي (ع) وجلد به الأرض.
وفي رواية أخرى : فأخذ بمجامع ثوبه وضرب به الحائط ، وأخذ حلقه بإصبعيه السبابة والوسطى فعصره وغمزه على سارية المسجد ، فصاح خالد صيحة منكرة ففزع الناس وهمتهم أنفسهم ، وأحدث خالد في ثيابه وجعل يضرب برجليه ولا يتكلم ، فقال أبو بكر لعمر : هذه مشورتك المنكوسة كأني كنت أنظر إلى هذا ، وأحمد  الله على سلامتنا ، وكلما دنا أحد ليخلصه من يده لحظة لحظة تنحى عنه ، فبعث أبو بكر عمر إلى العباس فجاء وتشفع إليه وأقسم عليه ، فقال : بحق القبر ومن فيه وبحق ولديه وأمهما إلاً تركته ، ففعل (ع) ذلك وقبل العباس بين يديه.
وفي بعض الروايات أنه (ع) لما أخذ بحلق خالد فغمزه فاجتمع الناس عليه ، فقال عمر : يقتله ورب الكعبة ، فقال الناس : يا أبا الحسن الله الله بحق صاحب القبر فخلى عنه ، ثم التفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه وقال : يا ابن صهاك والله لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً ، ودخل منزله ، وهذه القصة من المشهورات المسلمة بين الخاصة والعامة ، وإن أنكره بعض المخالفين من الأمة.

التبريزي الأنصاري اللمعة البيضاء - رقم الصفحة : ( 861 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
وفي رواية مصباح الأنوار إنها (ع) قالت بعد ذلك لعلي : إن لي إليك حاجة يا أبا الحسن ، فقال : تقضى يا بنت رسول الله ، فقالت : نشدتك بالله وبحق محمد رسول الله (ص) أن لا يصلي علي أبو بكر وعمر ، فإني لأكتمك حديثا ، فقالت : قال لي رسول الله (ص) : يا فاطمة إنك أول من يلحق بي من أهل بيتي فكنت أكره أن أسوءك ، قال : فلما قبضت أتاه أبو بكر وعمر وقالا : لولا تخرجها حتى نصلي عليها ، فقال : ما أرانا إلاً كما قالت سنصبح ونرى ، ثم دفنها ليلاً ثم صور برجله حولها سبعة أقبر ، قال : فلما أصبحوا أتوه فقالوا : يا أبا الحسن ما حملك على أن تدفن بنت رسول الله ولم نحضرها ؟ قال (ع) : ذلك عهدها إلي ، قال : فسكت أبو بكر ، فقال عمر : والله هذا شئ في جوفك ، فصار إليه أمير المؤمنين (ع) فأخذ بتلابيبه ثم جذبه فاسترخى في يده ، ثم قال : والله لولا كتاب من الله سبق وقول من الله ، والله لقد فررت يوم خيبر وفي مواطن ، ثم لم ينزل الله لك توبة حتى الساعة ، فأخذه أبو بكر وجذبه وقال : قد نهيتك عنه.
وفي رواية الإختصاص عن الصادق (ع) إنه لما حضرتها الوفاة دعت علياًً (ع) فقالت : أما تضمن لي الوصية وإلاّ أوصيت إلى إبن الزبير ، فقال علي (ع) : أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد ، قالت : سألتك بحق رسول الله إذا أنا مت أن لا يشهداني ولا يصليا علي ، قال : فلك ذلك ، فلما قضيت (ع) دفنها علي (ع) ليلاً في بيتها ، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك ، فخرج إليهما علي (ع) فقالا له : ما فعلت بإبنة محمد (ص) ، أخذت في جهازها يا أبا الحسن ، فقال علي (ع) : والله قد دفنتها ، قالا : فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها ؟ قال : هي أمرتني ، قال عمر : والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها ، فقال علي (ع) : أما والله ما دام قلبي بين جوانحي وذو الفقار في يدي فإنك لا تصل إلى نبشها فأنت أعلم ، فقال أبو بكر : إذهب فإنه أحق بها منا ، وإنصرف الناس.

الشيخ جعفر النقدي الأنوار العلوية - رقم الصفحة : ( 312 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
فسمعت أسماء بنت عميس وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها إذهبي إلى منزل علي (ع) واقرأيه السلام وقولي : إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ، فجائت فقال لها أمير المؤمنين (ع) : قولي لها : ( إن الله يحول بينهم وبين ما يشتهون ) ، ثم قام (ع) وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ، فأتى خالد بن الوليد وقام يصلي بجنبه ومعه السيف ، فلما جلس أبو بكر للتشهد ندم على ما قال ، وتذكر شدة علي وبأسه وخاف الفتنة وخطر بباله أن بني هاشم يقتلونه إن قتل علياً (ع) ، فلم يزل متفكراً لا يجسر ان يسلم حتى ظن الناس أنه سهى وما ملك نفسه دون أن التفت إلى ورائه ، وقال يا خالد لا تفعل ما أمرتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال أمير المؤمنين (ع) : يا خالد ما الذي كان أمرك به صاحبك ؟ ، فقال أمرني أن أضرب عنقك ، قال : أو كنت فاعلاً ؟ قال إي والله أنه قال لي لا تفعل قبل التسليم لقتلتك ، قال : فأخذه علي (ع) فجلد به الأرض ، فاجتمع الناس عليه ، فقال عمر يقتله ورب الكعبة ، فقال الناس الله الله يا أبا الحسن بحق صاحب هذا القبر خل عنه ؟ فخلى عنه ، ففر خالد من بين يديه وهو يقول أقتلك إن شاء الله ، ثم التفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه وهزه هزة ، وقال : يا بن صهاك والله لولا عهد رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً ، فدخل منزله.
وفي رواية أخرى : أنه (ع) مد يده لعنقه وخنقه بإصبعه ، فكادت عيناه  يسقطان وعصره عصراً فصاح خالد صيحة منكرة ، ففزع الناس فهمهم أنفسهم فأحدث خالد في ثيابه وجعل يضرب برجليه الأرض ولا يتكلم ، فقال أبو بكر لعمر هذه مشورتك المنكوسة كأني كنت أنظر إلى هذه وأحمد الله على سلامتنا ، وكلما دنى أحد ليخلصه من يده لحظه لحظة تنحى عنه ، فسار عمر إلى العباس بن عبد المطلب فجاء وأقسم عليه ، قال : ثم كان يرصد الفرصة والفجأة لعله يقتل علياً غيلة ، فبعث بعد ذلك أبو بكر مع خالد عسكراً إلى موضع ، فلما خرجوا من المدينة وكان خالد مدججاً بالسلاح وحوله أناس كانوا أمروا ان يعملوا بما يريد خالد ، فنظروا إلى علي (ع) يجيئ من ضيعة منفرداً بلا سلاح ، فحسبها خالد فرصة وركض إلى علي (ع) فلما دنى منه رفع عمودا من حديد كان معه ليضرب به على رأس علي (ع) ، فبارزه أمير المؤمنين (ع) وإنتزع العمود من يده وجعله في عنقه وفتله كالقلادة ، فخرج خالد إلى أبي بكر ، وإحتال القوم في كسره ، فلم يتهيأ لهم فاحضروا جماعة من الحدادين فقالوا لا يمكن إنتزاعه إلاّ أن يدخل في النار وفيه هلاكه ، فقال عمر :علي هو الذي يخلصه ، وشفعوا إلى علي (ع) فأخذ العمود وفك بعضه من بعض بأصبعه ، وأراهم معجزة داود (ع) ، أقول : وقد مر حديث جعله القطب طوقاً في جيد خالد بن الوليد ،من كتاب رشاد الديلمي رحمه الله.

السيد علي عاشور النص على أمير المؤمنين (ع) - الجزء : ( 00 ) - رقم الصفحة : ( 251 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
فقالت : يا عمر أما تتقي الله تدخل علي بيتي [ وتهجم على داري ] ، فأبى أن ينصرف ، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب [ فأحرق الباب ] ، ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة (ع) وصاحت : يا أبتاه يا رسول الله (ص) ، فرفع عمر السوط وهو في غمده فوجأ به جنبها ، فصرخت : يا أبتاه ، فرفع السوط فضرب به ذراعها ، فنادت : يا رسول الله (ص) لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ، فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به ( إلى أن قال ) : وحالت بينهم وبينه فاطمة (ع) عن باب البيت فضربها قنفذ الملعون بالسوط ، فماتت حين ماتت وان في عضدها كمثل الدملج ، وأرسل اليه عمر [ أبو بكر ] إن حالت بينك وبينه فاطمة فأضربها فألجأها قنفذ إلى عضادة ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنينا في بطنها.

الشيخ علي الكوراني جواهر التاريخ - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 105 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
فقال عمر لأبي بكر : ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع ، فإنه لم يبق أحد إلاّ وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة ! وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا ، وإلاّخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما ، فقال أبو بكر : من نرسل إليه ؟ فقال عمر : نرسل إليه قنفذاً ، وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب ! فأرسله إليه وأرسل معه أعواناً وإنطلق فاستإذن على علي فأبى أن يإذن لهم ! فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما ، فقالوا : لم يؤذن لنا ، فقال عمر : إذهبوا ، فإن إذن لكم وإلاّ فأدخلوا عليه بغير إذن ! فانطلقوا فاستإذنوا فقالت فاطمة (ع) : أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن ! فرجعوا وثبت قنفذ فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن ! فغضب عمر وقال : ما لنا وللنساء ! ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب وحمل معهم عمر ، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابنيهما ! ثم نادى عمر حتى أسمع علياً وفاطمة : والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلاّّ أضرمت عليك بيتك النار ! فقالت فاطمة : يا عمر ، ما لنا ولك ؟ فقال : إفتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم ! فقالت : يا عمر أما تتقي الله تدخل علي بيتي ! فأبى أن ينصرف ، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ، ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة وصاحت : يا أبتاه يا رسول الله ! فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت : يا أبتاه ! فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت : يا رسول الله ، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ! فوثب علي فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداً بالنبوة يا بن صهاك لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله لعلمت إنك لا تدخل بيتي . فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي إلى سيفه ، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي إليه بسيفه ، لما قد عرف من بأسه وشدته.

الشيخ أبو الحسن المرندي مجمع النورين - رقم الصفحة : ( 97 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
فقال عمر لأبي بكر ما يمنعك أن تبعث عليه فيبايع فأنه لم يبق أحد إلاّ وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدعاهما وأبعدهما غوراً وإلاّخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما فقال له أبو بكر من نرسل إليه ، فقال عمر نرسل إليه قنفذ فهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب ، فأرسله وأرسل معه أعواناًفانطلق فاستإذن علي (ع) فأبى أن يإذن لهم فرجع أصحاب قنفذ الى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما فقالوا لم يإذن لنا فقال عمر إذهبوا فان إذن لكم وإلاّ فادخلوا بغير إذن فانطلقوا فاستإذنوا فقالت فاطمة (ع) أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن فرجعوا وثبت قنفذ الملعون فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا فخرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن ، فغضب عمر فقال مالنا وللنساء ثم أمر أناساً حوله بتحصيل الحطب وحملوا الحطب وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وأبنائهما (ع) ثم نادى عمر حتى أسمع علياً وفاطمة والله لتخرجن يا علي ولتبايع خليفة رسول الله وإلاّ أضرمت عليك النار فقامت فاطمة (ع) فقالت : يا عمر مالنا ولك فقال أفتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم فقالت ‹ صفحة 98 › يا عمر ما تتقي الله تدخل على بيتي فأبى أن ينصرف ودعى عمر بالنار ، فأضرمها في الباب ثم رفعه فدخل فاستقبلته فاطمة (ع) وصاحت يا أبتاه يارسول اللهفرفع عمر السيف وهو في غمده فوجا به جنبها فصرخت يا أبتاه فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت يا رسول الله لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر فوثب علي فأخذ بتلابيبه فصرعه ووجا أنفه ورقبته وهم بقتله فذكر قول رسول الله وما أوصاه به قال والذي كرم محمداً بالنبوة يابن صهاك لولا كتاب من الله سبق وعهد عهداً الى رسول الله لعلمت أنك لا تدخل بيتي فأرسل عمر يستغيث فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي (ع) الى سيفه فرجع قنفذ الى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (ع) بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدته ، فقال أبو بكر لقنفذ : إرجع فان خرج فاقتحم عليه بيته فإن إمتنع فاضرم عليهم بيتهم النار ، فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن وثار علي الى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه فتناول بعض سيوفهم فكاثروه فألقوا في عنقه حبلاً وحالت بينهم وبينه فاطمة (ع) عند باب البيت فضربها قنفذ فماتت حين ماتت وإن في عضدها مثل الدملج من ضربته لعنه الله ، ثم إنطلقوا بعلي (ع) قيل حتى إنتهى به إلى أبي بكر وعمر قائم بالسيف على رأسه وخالد بن الوليد وعبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبه واسيد بن خضير وبشير بن سعد ....

الميرزا حسين النوري الطبرسي نفس الرحمن في فضائل سلمان - رقم الصفحة : ( 482 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
فقال له أبو بكر : من نرسل إليه ؟ فقال ( عمر ) : نرسل إليه قنفذا وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء ، أحد بني عدي بن كعب ، فأرسله ( إليه ) وأرسل معه أعواناً ، فانطلق فاستإذن ( على ) علي (ع) ، فأبى أن يإذن لهم ، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما ، فقالوا : لم يإذن لنا ، فقال عمر : إذهبوا فإن إذن لكم وإلاّ فادخلوا ( عليه ) بغير إذن ، فانطلقوا فاستإذنوا ، فقالت فاطمة (ع) : أحرج عليكم أن تدخلوا بيتي ( بغير إذن ) ، فرجعوا وثبت قنفذ ( الملعون ) ، فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا ، فتحرجنا أن ندخل ( عليها ) بيتها بغير إذن ، فغضب عمر فقال : ما لنا وللنساء ، ثم أمر أناسا ( حوله ) أن يحملوا حطبا فحملوا الحطب وحمل عمر معهم ، فجعلوه حول بيت علي ، وفيه فاطمة وعلي وإبناهما (ع) ، ثم نادى عمر حتى أسمع علياً وفاطمة (ع) : والله لتخرجن ( يا علي ) ولتبايعن خليفة رسول الله وإلاّ لأضرمت عليك بيتك ناراً ، ( فقالت فاطمة (ع) : يا عمر ! ما لنا ولك ، فقال : إفتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم ، فقالت : يا عمر ! أما تتقي الله تدخل علي بيتي ، فأبى أن ينصرف ودعا عمر بالنار ، فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل ، فاستقبلته فاطمة (ع) وصاحت : يا أبتاه ! ، يا رسول الله ؟ فرفع عمر السيف - وهو في غمده - فوجأ بها جنبها ، فصرخت : يا أبتاه ! ، فرفع السوط فضرب به ذراعها ، فنادت : يا رسول الله ! لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ، فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيبه ، ثم نتره ، فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداً بالنبوة يا إبن صهاك ! لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله لعلمت أنك لا تدخل بيتي ، فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي (ع) إلى سيفه ، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (ع) ( إليه ) بسيفه ، لما قد عرف من بأسه وشدته ، فقال أبو بكر لقنفذ : إرجع فإن خرج وإلاّّ فإقتحم عليه بيته فإن إمتنع فاضرم عليهم بيتهم ناراً ، فانطلق قنفذ ( الملعون ) ، فإقتحم هو وأصحابه بغير إذن وثار علي (ع) إلى سيفه ، فسبقوه إليه ( وكاثروه ) وهم كثيرون ، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه ( وضبطوه ) ، فألقوا في عنقه حبلاً ، وحالت بينه وبينهم فاطمة (ع) عند باب البيت ، فضربها قنفذ ( الملعون ) بسوط ( كان معه ، على عضدها ) ، فماتت صلوات الله عليها ( حين ماتت ) وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته ( لعنه الله ) ، ثم أنطلق بعلي يعتل عتلاً حتى إنتهي به إلى أبي بكر ، وعمر قائم على رأس أبي بكر بالسيف وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حصين وبشير بن سعد ، وساير الناس حول أبي بكر ، عليهم السلاح.

الشيخ عباس القمي بيت الحزان - الجزء : ( 00 ) - رقم الصفحة : ( 109 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
من نرسل إليه ؟ فقال عمر : نرسل إليه قنفذاً فهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب ، فأرسله وأرسل معه أعواناً وانطلق فاستإذن على علي (ع) فأبى أن يإذن لهم ، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد ، والناس حولهما فقالوا : لم يؤذن لنا فقال عمر : إذهبوا فإن إذن لكم وإلاّ فادخلوا بغير إذن ، فانطلقوا فاستإذنوا ، فقالت فاطمة (ع) أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن ، فرجعوا وثبت قنفذ الملعون ، فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن ، فغضب عمر وقال : ما لنا وللنساء ، ثم أمر أناسا حوله بتحصيل الحطب ، وحملوا الحطب وحمل معهم عمر ، فجعلوه حول منزل علي وفيه علي وفاطمة وابناهما (ع) ، ثم نادى عمر حتى أسمع علياً وفاطمة (ع) . والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلاّ أضرمت عليك النار فقامت فاطمة (ع) فقالت : يا عمر ما لنا ولك ؟ فقال : إفتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم ، فقالت : يا عمر أما تتقي الله تدخل علي بيتي ، فأبى أن ينصرف ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ، ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة (ع) وصاحت يا أبتاه يا رسول الله فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت يا أبتاه ، فرفع السوط فضرب به ذراعها ، فنادت يا رسول الله : لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر . فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيبه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداً (ص) بالنبوة يا بن صهاك ، لولا كتاب من الله سبق وعهد عهد إلي رسول الله (ص) لعلمت أنك لا تدخل بيتي ، فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي (ع) إلى سيفه ، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (ع) بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدته ، فقال أبو بكر لقنفذ : إرجع فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته ، فإن امتنع فأضرم على بيتهم النار ، فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن ، وثار علي (ع) إلى سيفه ، فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون ، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه ، فألقوا في عنقه حبلاً ، وحالت بينهم وبينه فاطمة (ع) عند باب البيت ، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها مثل الدملج من ضربته لعنه الله ، ثم انطلقوا بعلي (ع) يتل حتى إنتهى به أبي بكر ، وعمر قائم بالسيف على رأسه ، وخالد بن الوليد ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبو حذيفة ومعاذ بن جبل ، والمغيرة بن شعبة ، وأسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح.

عبدالزهرا مهدي الهجوم علي بيت فاطمة (ع) - رقم الصفحة : ( 230 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن ، فرجعوا وثبت قنفذ ، فقالوا : إن فاطمة قالت . . كذا وكذا ، فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن ، فغضب عمر ، وقال : ما لنا وللنساء ؟ ثم أمر أناساً حوله بتحصيل الحطب ، وحملوا الحطب وحمل معهم عمر ، فجعلوه حول منزل علي (ع) - وفيه علي وفاطمة وإبناهما (ع) - ثم نادى عمر - حتى أسمع علياً وفاطمة - : والله لتخرجن - يا علي ! - ولتبايعن خليفة رسول الله وإلاّ أضرمت عليك النار . فقامت فاطمة (ع) فقالت : يا عمر ! ما لنا ولك ؟ " فقال : إفتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم ، فقالت : يا عمر ! أما تتقي الله تدخل على بيتي ؟ ، فأبي أن ينصرف ، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ، ثم دفعه فدخل ، فاستقبلته فاطمة (ع) وصاحت : يا أبتاه ! يا رسول الله ! فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها ، فصرخت : يا أبتاه ! فرفع السوط فضرب به ذراعها ، فنادت : يا رسول الله : لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ، فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيبه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداً (ص) بالنبوة يا بن صهاك ! لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله (ص) لعلمت أنك لا تدخل بيتي ، فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار ، وثار علي (ع) إلى سيفه ، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (ع) بسيفه - لما قد عرف من بأسه وشدته - ، فقال أبو بكر لقنفذ : ارجع ، فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته ، فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم النار ، فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن ، وثار علي (ع) إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه ، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه [ كذا ] . فألقوا في عنقه حبلاً ، وحالت بينهم وبينه فاطمة (ع) عند باب البيت ، فضربها قنفذ بالسوط ، فماتت حين ماتت وإن في عضدها مثل الدملج من ضربته ، ثم انطلقوا بعلي (ع) يتل ، حتى انتهى به إلى أبي بكر ، وعمر قائم بالسيف على رأسه . وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ بن جبل ، والمغيرة بن شعبة ، وأسيد بن خضير ، وبشير بن سعد وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح.

السيد جعفر مرتضى مأساة الزهراء (ع) - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 154 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر - وهما ( جالسان ) ، في المسجد والناس حولهما - فقالوا : لم يؤذن لنا ، فقال عمر : إذهبوا ، فإن إذن لكم وإلاّ فادخلوا ( عليه ) بغير إذن ! ! فانطلقوا فاستإذنوا ، فقالت فاطمة (ع) : أحرج عليكم أن تدخلوا علي بيتي ( بغير إذن ) ، فرجعوا وثبت قنفذ الملعون ، فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا ، فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن . فغضب عمر وقال : ما لنا وللنساء ! ! ؟ ثم أمر أناساً حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب ، وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وإبنيهما (ع) ، ثم نادى عمر حتى أسمع علياً وفاطمة (ع) : والله لتخرجن يا علي ، ولتبايعن خليفة رسول الله وإلاّ أضرمت عليك ( بيتك بالنار ) ؟ ! فقالت فاطمة (ع) ، يا عمر ، ما لنا ولك ؟ فقال : إفتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم ، فقالت : يا عمر ، أما تتقي الله تدخل علي بيتي ؟ ، فأبى أن ينصرف ، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ، ثم دفعه ، فدخل ، فاستقبلته فاطمة (ع) وصاحت : يا أبتاه يا رسول الله ! فرفع عمر السيف وهو في غمده ، فوجأ به جنبها ، فصرخت : يا أبتاه ، ! فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت : يا رسول الله ، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ، فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيبه ، ثم نتره ، فصرعه ، ووجأ أنفه ، ورقبته ، وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله ( ص ) وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداً بالنبوة - يا ابن صهاك - لولا كتاب من الله سبق ، وعهد عهده إلي رسول الله ( ص ) ، لعلمت أنك لا تدخل بيتي " . فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار ، وثار علي (ع) إلى سيفه . فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (ع) ( إليه ) بسيفه ، لما قد عرف من بأسه وشدته . فقال أبو بكر لقنفذ : إرجع ، فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته ، فإن إمتنع فاضرم عليهم بيتهم بالنار ، فانطلق قنفذ الملعون ، فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن . إلى أن قال : وحالت بينهم وبينه فاطمة (ع) عند باب البيت ، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته ، لعنه الله ، إلى أن قال : ثم انطلق بعلي (ع) يعتل عتلاً حتى إنتهي به إلى أبي بكر ، وعمر قائم بالسيف على رأسه ، وخالد بن الوليد ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ بن جبل ، والمغيرة بن شعبة ، وأسيد بن حصين ، وبشير بن سعد ، وسائر الناس ( جلوس ) حول أبي بكر عليهم السلاح.



لا لمحو تاريخ الإسلام

 لا لمحو تاريخ الإسلام





إنه أمر صادم حقاً -- تقوم الحكومة السعودية بتدمير مواقع إسلامية هامة كي تبني مكانها فنادق ومراكز تسوق راقية. لقد تحول منزل أبي بكر الصديق إلى أحد فنادق هيلتون الفاخرة، وأصبح منزل السيدة خديجة دورة مياه عامة! الدور الآن على بيت المولد، مكان ولادة النبي محمد عليه السلام، ما لم نوقف هذا التدمير سوياً وننقذ ما تبقى من مواقع! 

يأتي الملايين إلى السعودية في فرصة لا تتكرر لإتمام مناسك الحج وزيارة المواقع الأثرية، لكن الحكومة تدمر هذه المواقع وتستبدلها بفنادق ومراكز تسوق فخمة لا تناسب إلا الأثرياء. لقد استجاب الملك عبدالله للرأي العام وقام بتعديل خطط تطوير أخرى سابقاً -- دعونا نثير ضجة ضخمة لإقناعه بالعدول عن هذا التدمير!

ليس لدينا الكثير من الوقت -- مع كل يوم يمر، يتم جرف المزيد من الأراضي المقدسة. دعونا نظهر للملك عبدالله بأننا لن نسمح للحكومة السعودية بتدمير التاريخ الإسلامي الفريد. وقع هذه العريضة الطارئة الآن وشاركها مع الجميع. عندما نصل إلى ٥٠ ألف توقيع، سنقوم بوضع إعلانات للضغط على الملك عبدالله في منشورات الحج:

http://www.avaaz.org/ar/stop_the_demolition_in_mecca_b/?bkWZRbb&v=24338

تزعم الحكومة السعودية أن هذا التدمير ضروري من أجل التوسع وإفساح المجال للمزيد من الحجاج، لكن يرى الخبراء أن التوسع ممكن دون تدمير هذه المواقع. يعتقد الكثيرون أن السبب الحقيقي وراء هذا التدمير هو قلق الوهابيين في السعودية من تبجيل الناس لمثل هذه المواقع. لكن بالنسبة لمعظم المسلمين فإن تقدير موقع تاريخي لا يعتبر تبجيلاً، وأن هذه المواقع هي جزء من التاريخ الإسلامي الذي لا يمكن تعويضه.

تشير خطط توسع حديثة إلى أن البيت الذي شهد ولادة النبي محمد، سيتم تدميره قريباً ما لم نوقف الهدم الآن.

ليس لدينا الكثير من الوقت للحفاظ على التاريخ الإسلامي -- خلال العقدين الماضيين، دُمرت ٩٥٪ من المباني الأثرية في مكة والمدينة، لكن لم يفت الوقت لما تبقى من المباني. وقع العريضة الطارئة الآن وشاركها مع جميع أصدقائك:

http://www.avaaz.org/ar/stop_the_demolition_in_mecca_b/?bkWZRbb&v=24338

لقد توحد مجتمعنا الممتد في جميع أنحاء العالم مرة بعد أخرى لتحقيق العدالة والحفاظ على ما هو جيد. دعونا نتحد الآن لحماية التراث العالمي في مكة قبل أن تختفي هذه المواقع المقدسة للأبد.

مع الأمل والاصرار،

آداب المتعلم في طلب العلم‏

آداب المتعلم في طلب العلم


لطلب العلم آداب عامة نذكر منها:
1-إخلاص النية في طلب العلم:
أول ما يجب على طالب العلم إخلاص النية لله تعالى في طلبه وبذله، فإن مدار الأعمال على النيات، وبسببها يكون العمل تارة خزفة لا قيمة لها، وتارة جوهرة لا يعلم قيمتها لعظم قدرها، وتارة وبالاً على صاحبه، مكتوباً في ديوان السيئات وإن كان بصورة الواجبات.

فيجب على طالب العلم أن يقصد بعمله وجه الله تعالى وامتثال أمره، وإصلاح نفسه، وإرشاد عباده إلى معالم دينه، ولا يقصد بذلك غرض الدنيا من تحصيل مال أو جاه أو شهرة أو تميز عن الأشباه أو المفاخرة للأقران أو الترفع على الأخوان، ونحو ذلك من الأغراض الفاسدة التي تثمر الخذلان من الله تعالى وتوجب المقت، وتفوت الدار الآخرة والثواب الدائم، فيصير من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

وقد كثرت أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في هذا الأدب نعرض منها:
1- "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"1.

2- وقال صلى الله عليه وآله مخبراً عن جبرائيل عن الله عز وجل أنه قال:"الإخلاص سر من أسراري، استودعته قلب من أحببت من عبادي"2.
3- "من تعلم علما لغير الله وأراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار"3.

4- "من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار"4.

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال:"من تعلم علما من علم الآخرة ليريد به عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة"5.

مع الإمام الخميني قدس سره‏
لم يكتف الإمام قدس سره بأنّه هو نفسه كان زكياً مهذباً، بل كان يسعى من أجل تربية تلاميذه على الاجتهاد في العمل على طريق تهذيب نفوسهم، ولذلك كان يعظهم بين الحين والآخر ببيانه الخاص واسلوبه المتميز المفعم بالإخلاص للَّه والرأفة بعباده، ولا زلنا نذكر مواعظه بعد كل هذه السنين وبعباراته نفسها، كان يقول:"على السادة أن يخطوا خطوة إن لم نقل خطوتين في سبيل تهذيب النفس مع كل..."6.

مكائد الشيطان وأهمية الإخلاص‏
إن درجة الإخلاص عظيمة المقدار كثيرة الأخطار دقيقة المعنى صعبة المرتقى، يحتاج طالبها إلى نظر دقيق، وفكر صحيح، ومجاهدة تامة. وكيف لا يكون كذلك، وهو مدار القبول، وعليه يترتب الثواب، وبه تظهرثمرة عبادة العابد، وتعب العالم، وجد المجاهد. ولو فكر الإنسان في نفسه، وفتش عن حقيقة عمله لوجد الإخلاص فيه قليلا، وشوائب الفساد إليه متوجهة، والقواطع عليه متراكمة، سيما المتصف بالعلم وطالبه، وربما يلبس عليهم الشيطان ويقول لهم: غرضكم نشر دين الله، والنضال عن الشرع الذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وآله. ولكن يظهر قصده على حقيقته إذا ظهر زميل له أكثر علما منه وأحسن حالا، يصرف قلوب الناس إليه، فلينظر حينئذ: فإن كان يفرح لأتباعه والمادحين له والمعتقدين بفضله ويحترمهم أكثر من فرحه بأتباع الآخر واحترامهم، ويستبشر إذا لاقى أصحابه وأتباعه أكثر مما يستبشر بملاقاة أصحاب الآخر وأتباعه، فهو مغرور وعن دينه مخدوع وهو غافل لا يدري.

وهذا رشح من الصفات المهلكة المستترة في سر القلب التي يظن المتعلم النجاة منها، وهو مغرور في ذلك، وقد ينخدع بعض أهل العلم بغرور الشيطان، ويحدث نفسه بأنه لو ظهر من هو أولى منه لفرح به، وقوله هذا قبل التجربة والامتحان غرور، فالكلام والادعاء سهل، ولكن العمل ليس بسهولة الكلام، وكما يقال: عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان. فمن أحس في نفسه بهذه الصفات المهلكة، فالواجب عليه طلب علاجها من علماء الأخلاق، فإن لم يجدهم، فليحاول أن يستفيد من كتبهم ومصنفاتهم ، ويسأل الله المعونة.

إن معرفة حقيقة الإخلاص، والعمل به بحر عميق يغرق فيه الجميع إلا القليل النادر المستثنى في قوله تعالى: ﴿إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين7. فليكن العبد شديد التفقد والمراقبة لهذه الدقائق، وإلا التحق بأتباع الشياطين وهو لا يشعر.

2-الإجتهاد في طلب العلم:
على الطالب أن يبذل جهده في الاشتغال بالقراءة والمطالعة والمباحثة والمذاكرة والحفظ، وأن تكون ملازمة الاشتغال بالعلم هي مطلوبه ورأس ماله.

مع الإمام الخميني قدس سره‏
كان الإمام قدس سره كثيراً ما يقرن شرحه لأحاديث الأئمة الأطهارعليهم السلام في دروسه الفقهية، بالحديث عن حالاتهم المعنوية السامية عليهم السلام لكي لا يكون حديثه عن بحوث العلوم الإسلامية جافاً بل يكون مفعماً بما يؤدي إلى تكامل الروح المعنوية في الطلبة إضافة إلى الروح العلمية8.

3- عدم السؤال مراءاً:
أن لا يسأل أحدا تعنتا وتعجيزا، بل سؤال متعلم لله أو معلم له سبحانه وتعالى منبه على الخير، قاصد للإرشاد أو الاسترشاد، فهناك تظهر زبدة التعليم والتعلم وتثمر شجرته، فأما إذا قصد مجرد المراء والجدل، وأحب ظهور الغلبة فإن ذلك يثمر في النفس صفات رديئة وسجية خبيثة، ويستوجب المقت من الله تعالى.
إن السؤال تعنتاً ومراءاً يعتبر باباً يوصل إلى العديد من المعاصي: كإيذاء المخاطب وتجهيله والطعن فيه، والثناء على النفس والتزكية لها، وهذه كلها ذنوب مؤكدة، وعيوب منهي عنها.

روي عن النبي صلى الله عليه وآله:"من ترك المراء وهو محق بني له بيت في أعلى الجنة ومن ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة"9.

وعنه صلى الله عليه وآله:"لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وإن كان محقاً"10.

ما هو المراء؟
إن حقيقة المراء الطعن والإعتراض على كلام الغير وإظهار ضعفه، لغير غرض ديني أمر الله به، فتجده يعترض على كل كلام يسمعه ويهزء به ويضعفه، وترك المراء يحصل بترك الإنكار والاعتراض على كل ما يسمعه، فعليه أن يقف ويتأمل في الكلام، فإن كان حقاً وجب التصديق به بالقلب وإظهار صدقه حيث يطلب منه ذلك، وإن كان باطلاً فعليه أيضاً أن يتركه ولا يتسرع إلى الاعتراض إلا إن كان متعلقاً بأمور الدين واكتملت فيه شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
علامة المراء
قد يتعلم الإنسان كل هذه الأمور ويعرفها نظرياً، ولكن هناك مرحلة ثانية قد تكون أصعب من المرحلة الأولى وتتلخص في الإجابة عن السؤال التالي:

كيف نميز بين الطعن الصحيح الذي هو لله تعالى والطعن الفاسد الذي هو من المراء؟
إن التمييز بينهما عملياً صعب على الإنسان الذي تعود على تبرئة نفسه الأمارة بالسوء ورفض إدانتها، ولكن مع ذلك هناك علامات يمكن للانسان أن يميز حقيقة عمله من خلالها:

فعلامة فساد مقصد المتكلم تتحقق بكراهة ظهور الحق على غير يده ليتبين فضله ومعرفته للمسألة، والباعث عليه الترفع بإظهار الفضل والتهجم على الغير بإظهار نقصه، وهما إظهار فضل النفس وتنقيص الآخر شهوتان رديئتان للنفس: أما إظهار الفضل فهو تزكية للنفس، وهو من مقتضى ما في النفس من طغيانِ دعوى العلو والكبرياء، وقد نهى الله تعالى عنه في محكم كتابه، فقال سبحانه: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ11.

وأما تنقيص الآخر فهو مقتضى طبع السبعية، فإنه يقتضي أن يمزق غيره ويصدمه ويؤذيه، وهي صفة مهلكة.

إنتبه‏ :
قد يقع الانسان في المراء والطعن دون أن يلتفت إلى ذلك بسبب غفلته وعدم معرفته بتفاصيل المراء والطعن وجهاته التي قد يكون بعضها خافياً عليه فالطعن في الكلام يمكن أن يكون في جهات ثلاث:

1- في لفظه بإظهار خلل فيه من جهة النحو أو اللغة أو جهة النظم والترتيب بسبب قصور المعرفة أو طغيان اللسان.

2- في المعنى بأن يقول: ليس كما تقول، وقد أخطأت فيه لكذا وكذا.

3- في قصده مثل أن يقول: هذا الكلام حق ولكن ليس قصدك منه الحق، وما يجري مجراه.

4-عدم التكبر عن طلب العلم:
أن لا يتكبر على التعلم والاستفادة ممن هو دونه في منصب أو سن أو شهرة أو دين أو في علم آخر، بل يستفيد ممن يمكن الاستفادة منه، ولا يمنعه ارتفاع منصبه وشهرته من استفادة ما لا يعرفه، فتخسر صفقته ويقل علمه ويستحق المقت من الله تعالى، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال:"الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق"12.

وأنشد بعضهم في ذلك:
وليس العمى طول السؤال وإنما
                                             تمام العمى طول السكوت على الجهل 
ومن هذا الباب أن يترك السؤال استحياء، ومن هنا قيل: من استحيا من المسألة لم يستحِ الجهل منه. وقال أبو عبد الله عليه السلام:"إنما يهلك الناس، لأنهم لا يسألون"13.
وعنه عليه السلام:"إن هذا العلم عليه قفل، ومفتاحه المسألة"14.

5- الإنقياد للحق والرجوع إليه:
من أهم الآداب الانقياد للحق بالرجوع عند الهفوة، ولو ظهر على يد من هو أصغر منه، فإن الإنقياد إلى الحق واجب شرعاً، وهو من بركة العلم، والإصرار على ترك الحق تكبر مبغوض عند الله تعالى، يستوجب البعد عن الله والطرد من رحمته، قال النبي صلى الله عليه وآله:"لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر"15.
6-أن لا يحضر مجلس الدرس إلا متطهراً:
من الحدث والخبث متنظفاً متطيباً في بدنه وثوبه، لابساً أحسنَ ثيابِه، قاصداً بذلك تعظيمَ العلم وترويحَ الحاضرين من الجلساء والملائكة، سيما إن كان في مسجد. وجميع ما ورد من الترغيب في ذلك لعامة الناس، فهو في حق العالم والمتعلم آكد وأولى.

7-تحسين النية وتطهير القلب من الأدناس:
أن يحسن نيته، ويطهر قلبه من الأدناس، ليصلح لقبول العلم وحفظه وقال سهل بن عبد الله هو أبو محمد سهل بن عبد الله بنيونس التستري: "حرام على قلب أن يدخله النور، وفيه شئ مما يكرهه الله عز وجل"16، وقال علي بن خُشرم: شكوت إلى وكيع بن الجراح بن مليح قلة الحفظ، فقال: "استعن على الحفظ بقلة الذنوب".

وقد نظم بعضهم ذلك في بيتين فقال:
شكوت إلى وكيع سوء                     حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي‏
وقال اعلم بأن العلمَ فضل                  وفضلُ اللهِ لا يؤتاه عاصي‏
مع الإمام الخميني قدس سره‏
كان الإمام يعظ تلاميذه عند بدء الدراسة ويقول لهم:"اجتهدوا في تهذيب النفس، فتهذيب الأخلاق ضرور قبل تهذيب العلم وتنقيحه، وإذا أراد الإنسان أن يستفيد من علمه فعليه أن يهذب نفسه أولاً"17.

8-إغتنام التحصيل في الفراغ والنشاط:
أن يغتنم التحصيل في الفراغ، ما دام الله تعالى قد من عليه بهذه اللحظات من الفراغ، ويغتنم النشاط وحالة الشباب وقوة البدن قبل أن يصاب بالضعف والوهن، ويغتنم نباهة الخاطر وسلامة والحواس وقلة الشواغل الفكرية قبل أن يصاب ذهنه بالبلادة وحواسه بالخمول، وقبل ارتفاع المنزلة والإتسام بالفضل والعلم، فإنه أعظم صاد عن درك الكمال، بل سبب تام في النقصان والاختلال. إن هذه النعم الإلهية هي أمانة أودعنا الله إياها لنستفيد منها ونصرفها في محلها، و عن ابن عباس رضي الله عنه: ما أوتي عالم علما إلا وهو شاب. وقد نبه الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا18.
فغالباً ما يكون التحصيل في هذه الأعمار، ومن كبر لا ينبغي له أن يحجم عن الطلب، فإن الفضل واسع والكرم وافر والجود فائض، وأبواب الرحمة والهبات مفتحة، فإذا كان المحل قابلا تمت النعمة وحصل المطلوب، قال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ19.

9-قطع العوائق الشاغلة عن طلب العلم:
هناك عوائق في هذه الدنيا قد تمنع الإنسان من الإنصراف إلى العلم، وحتى من يوفق إلى العلم قد يبقى ذهنه مشغولاً ومتعلقاً بأمور كثيرة تشغله عن الإستفادة الحقيقية ومن تحصيل العلم، فعلى الإنسان أن يقطع ما يقدر عليه من العوائق الشاغلة، والعلائق المانعة عن تمام الطلب وكمال الاجتهاد، وعليه أن يكون مجداً في التحصيل، ويرضى بما تيسر من القوت وإن كان يسيرا، وبما يستر مثله من اللباس وإن كان خَلِقا بالياً، ولا يتطلب أو يتوقع الكثير عن طلب العلم، فبالصبر على ضيق العيش تنال سعة العلم، ويحقق القلب آماله والعقل نصيبه ، ليتفجر عنه ينابيع الحكمة والكمال. قال بعض السلف: لا يطلب أحد هذا العلم بعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح، وقال الخليل بن أحمد: العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك.

10-ترك عشرة من يشغله عن طلب العلم:
إن الصديق والخليل هو نعمة إليهة، يساعد صديقه وخليله على الدنيا وعوارضها، ويعينه على آخرته، إذا كان صديقاً وخليلاً صالحاً، ولكن قد يبتلى المؤمن بصديق بعيد عن العلم منصرف عن التعلم، فعلى المتعلم ترك العشرة مع من يشغله عن مطلوبه، فإن تركها من أهم ما ينبغي لطالب العلم، وأعظم آفات العشرة ضياع العمر بغير فائدة. والذي ينبغي لطالب العلم، أن لا يخالط إلا لمن يفيده أو يستفيد منه، فإن احتاج إلى صاحب، فليختر الصاحب الصالح الدين التقي الذكي، الذي إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإن احتاج واساه، وإن ضجر صبره، فيستفيد من خلقه ملكة صالحة فإن لم يوفق لمثل ذلك، فالوحدة أفضل من قرين السوء.
*30 أدباً للمتعلّم ,سلسلة تنميةالمهارات العلمية, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1- صحيح البخاري، ج1، ص17 و 18.
2- إحياء علوم الدين، الغزالي، ج4، ص322.
3- سنن ابن ماجة، ج1، 92.
4- سنن الترمذي، ج5، ص33.
5- السرائر، ابن إدريس، ص491، قسم المستطرفات.
6- قبسات من سيرة الإمام الخميني في ميدان التعليم الحوزويّ والمرجعيّة، ص236.
7- الحجر:40.
8- قبسات من سيرة الإمام الخميني في ميدان التعليم الحوزويّ والمرجعيّة، ص123.
9- إحياء علوم الدين،الغزالي، ج2, ص158.
10- م.ن، ج3, ص100.
11- النجم: 32.
12- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج2, ص99.
13- الكافي، الشيخ الكليني ،ج1, ص40.
14-م.ن، ص40.
15-م.ن، ج2، ص310.
16-تذكرة السامع, ص76.
17-قبسات من سيرة الإمام الخميني{ في ميدان التعليم الحوزويّ والمرجعيّة، ص136.
18-مريم،: 12.
19-البقرة: 282.